أخبار وتقارير

خريطة العنف والانفلات الأمني تهيمن على المشهد اليمني

 

يمنات – متابعات

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء والعديد من المدن الرئيسة الأخرى اتساعاً غير مسبوق لخريطة الانفلات الأمني ظهوراً متصاعداً لأنماط متفاوتة من الجرائم المختلفة وظواهر العنف التي أثارت أجواء من الفزع الجماعي في الأوساط الشعبية جراء انحسار حضور وسيطرة السلطات الأمنية وارتفاع سقف التفاقم القائم للأوضاع الأمنية في البلاد .


وسجلت العاصمة صنعاء مؤخراً ارتفاعا قياسيا لظواهر العنف التي تجاوزت عمليات الاستهداف المتكررة والمتعاقبة ذات الطابع السياسي للعسكريين والقيادات الأمنية من قبل تنظيم القاعدة من قبيل محاولة اغتيال وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني وقائد حرس التشريفات الرئاسية بمطار صنعاء الدولي وتصفية مسؤول في مصلحة الضرائب إلى جانب استغلال حالة التسيب والانفلات الأمني السائدة في العاصمة وتحويلها إلى ساحة لتصفية الثارات القبلية المتبادلة لتبرز خلال الأيام القليلة الماضية عدد من جرائم الثأر التي ارتكبت في أنحاء متفرقة من المدينة وسط غياب السلطات الأمنية .


وشهدت مدن رئيسة مثل تعز وعمران وحجة وأبين وصعدة ومأرب وشبوة تجدداً متزامناً لأنماط متفاوتة من الجرائم وظواهر العنف المتصاعدة من قبيل قيام مجاميع قبلية مسلحة قبل يومين باستحداث قطاعات قبلية تسببت في قطع الطريق الرئيس الذي يربط بين مدينتي تعز والحديدة، في مشهد تكررت تفاصيله الداكنة في مدن أخرى مثل عمران وحجة المتاخمتين للعاصمة، فيما عاودت جرائم الاختطاف للأجانب الظهور مجدداً إثر قيام مسلحين من قبائل “آل باكازم” بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، باختطاف أحد الرعايا الأتراك على خلفية مطالب بإطلاق سراح أحد السجناء من أبناء القبيلة .


وتعثرت مساعي وزارة الداخلية اليمنية الهادفة إلى الحد من مظاهر حمل وحيازة الأسلحة والتجوال بها داخل المدن الرئيسة جراء تصاعد حالة التسيب والانفلات الأمني، حيث تشهد مدن من بينها تعز والعاصمة صنعاء والضالع ولحج والعديد من المدن الأخرى انتشارا لافتا للمظاهر المسلحة وبروزا مروعاً لجرائم إطلاق النار في الشارع العام وسوابق الاعتداء المسلح على منشآت حكومية وموظفين عموميين بالترافق مع التجدد المزمن لظواهر الاعتداءات الموجهة ضد المنشآت النفطية والكهربائية من قبل مجاميع قبلية في كل من مأرب وشبوة .


ولمواجهة هذه التطورات وجه الرئيس عبدربه منصور هادي جهازي الأمن القومي والاستخبارات العسكرية ببدء عملية إعادة مراجعة شاملة ودقيقة للتدابير الاحترازية الهادفة إلى الحد من تكرار الهجمات الانتحارية وعمليات الاستهداف المنفذة من قبل تنظيم القاعدة .


وأكدت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية ل”الخليج” أن عملية المراجعة الأمنية التي دشنتها السلطات الاستخباراتية اليمنية تهدف إلى الحد من تهديدات تنظيم القاعدة وتقليص فرص تنفيذه لهجمات انتحارية وعمليات استهداف مسلح داخل العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية الكبرى .


وأشارت المصادر إلى أن الرئيس هادي وجه رئيسي جهازي الأمن القومي والاستخبارات العسكرية المعينين حديثا ببدء عملية مراجعة دقيقة وشاملة للإجراءات الأمنية والتدابير الاحترازية الهادفة إلى الحد من مخاطر تهديدات تنظيم القاعدة عبر تفعيل أدوات التصدي والمكافحة المبكرة لمخططات تنظيم القاعدة الهادفة إلى إحباط تنفيذ التنظيم لهجمات إرهابية داخل العاصمة صنعاء أو القيام بعمليات استهداف مسلح للمنشآت العسكرية والأمنية في البلاد .


ولفتت المصادر إلى أن إجراءات المراجعة الأمنية ستشمل تشديد التدابير الرقابية المفروضة على مداخل المدن الرئيسية وعلى كافة المنشآت الحكومية والأمنية والممثليات الدبلوماسية في صنعاء وعدن وتعزيز إجراءات الرقابة على السواحل البحرية .

المصدر: الخليج – عادل الصلوي

زر الذهاب إلى الأعلى